1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انعكاسات تبرئة مبارك على شعبية عبد الفتاح السيسي

ريهام مقبل-القاهرة٧ ديسمبر ٢٠١٤

أثار قرار تبرئة الرئيس الأسبق مبارك، خاصة في قضية قتل المتظاهرين، الكثير من التساؤلات والتكهنات حول شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحول ما آلت إليه ثورة 25 يناير وما إذا كانت هناك محاولات للانقضاض عليها.

https://p.dw.com/p/1E0YH
Bildergalerie Ägypten Dritter Jahrestag des Aufstandes 25. Januar 2014
صورة من: picture-alliance/AP Photo

أثار قرار تبرئة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي وستة من معاونيه من تهم التورط في قتل متظاهرين احتقانا شديدا بين أوساط النشطاء والمنتمين للقوى الثورية والشبابية في مصر والذين اعتبروا الحكم محاولة جديدة لوأد ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك.

إلى جانب ذلك، طرح قرار المحكمة العديد من التساؤلات حول مدى تأثيره على شعبية الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. وسواء تعلق الأمر برجل الشارع العادي أو برجال السياسية والمحللين السياسيين، فإن المواقف تباينت بين من يؤمن بتراجع شعبية الرئيس الحالي ومن يعتقد أن تبرئة مبارك لن تؤثر عليه في شيء.

انقسام الشباب حول شعبية السيسي

بالنسبة لشريف سروجي، 24 عاماً، والموظف في إحدى شركات البترول، فإن شعبية السيسي تأثرت كثيرا لدى الطبقة المحايدة على وجه الخصوص، والمقصود هنا الطبقة التي لم تشارك في ثورة 25 يناير ولم تساند السيسي أيضا. وأعرب سروجي عن دهشته في حوار مع DW عربية قائلا، "ما الجديد في حكم مبارك، كنا نتوقع حكم البراءة، خاصة في ظل أحكام كثيرة قضت بتبرئة رموز نظامه".

Sherif El Serougy
لشريف سروجي، موظف في شركة البترولصورة من: DW/R. Mokbel

وتحدث بنبرة حزن قائلاً "كل مرة بتأكد أن موقفي من السيسي كان صح، أي أنه يحاول وأد ثورة 25 يناير"، وتابع "سوف يعلم الناس الحقيقة لاحقاً عندما يدركوا أنه لا وجود لقناة السويس وأن البلد لا تتحسن".

Graffiti in Kairo
غرافيتي احتفاءا بشهداء الثورةصورة من: DW/R. Mokbel

في المقابل تحدثت سارة حمد، 25 سنة، بفخر شديد قائلة لـDW عربية "لن يحدث في مصر ما قد يؤثر على شعبية السيسي، بل إنها تزداد سواء داخل مصر أو خارجها"، مضيفة: "ببساطة السيسي رئيس الجمهورية، والحكم صادر من قاضي، والسلطة القضائية لا ولاية عليها من أي جهة".

في المقابل، ترى فرناز عطية، موظفة حكومية، 31 عاماً، أنها كانت مؤمنة بثورة 30 يونيو وبوصول السيسي للرئاسة باعتباره الرجل المثالي الذي يمكن أن يعيد لمصر مكانتها. بيد أن هذا الشعور، تقول عطية، تغير في الفترة الأخيرة، بسب سلة من الإجراءات التي ساهمت في تهميش الشباب وتجاهلهم، وأهمها تبرئة مبارك، وهذا ما يشعرها بمزيد من الإحباط.

الانتقام من ثورة 25 يناير؟

بالنسبة لعمرو عادل، عضو حزب المصريين الأحرار، 26 عاماً، فإن ثورة 30 يونيو هي امتداد لثورة 25 يناير واستطرد في حوار لـ DWعربية: "لولا يناير لما كانت يونيو، ولا يوجد اتحاد ملاك للثورات إلا الشعب"، مشدداً علي أن نظام مبارك لن يعود مرة أخرى وأنه أصبح من الماضي.

Fernaz Attia
فرناز عطية، موظفة حكوميةصورة من: DW/R. Mokbel

ويعارضه عبد الله إمام، العامل في مجال التسويق، 27عاماً، قائلاً "كل مكتسبات ثورة يناير أجهضت، ابتدءا من مجلس الشعب مروراً بالرئيس المدني المنتخب". وتابع بسخرية: "من لم يدرك أن مبارك سيأخذ براءة وأنه جزء من المشهد الحالي فهو أعمى"، مشبها حالة الثوار بعد براءة مبارك بالشخص الذي يدرك أنه سيموت، وتسبقه لحظات الحزن، موضحا "الثوار لن يتحدوا طالما فيه تخوين من كل فصيل، فالكل أخطأ في حق الثورة، سواء من جانب الإخوان أو حركة 6 ابريل أو الاشتراكيين الثوريين".

"متلازمة مبارك أو الإخوان"

وفي نظرة تحليلية للموضوع، يرى زياد عقل، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، في حوار مع DW عربية، أن الحكم لن يؤثر على شعبية السيسي، بل إنه قد يزيده شعبية لا سيما داخل الكتلة المؤيدة له ولنظام مبارك، وجزء كبير منهم لا يفضل مبارك، لكنه ليس في نزاع مع نظامه.

ويعتقد زياد عقل أن الاصطفاف الثوري غير مطروح حالياً، لأن الحكم القضائي ليس عاملا كافياً للخروج الشارع. وربط عقل بين مستقبل السيسي وبين عمل البرلمان القادم، حيث سيتم تحديد شكل المعارضة السياسية والسياق المصاحب له، موضحا: " في حال تحول (البرلمان ) لنوع برلمانات مبارك، أي وجود تيار كبير من المؤيدين للدولة والحكومة، وغياب المعارضة الحقيقية، سنفقد الطريقة الشرعية للتعبير عن رفض النظام وسيتم البحث عن طرق غير شرعية لإظهار هذا العداء، باستثناء وسائل التواصل الاجتماعي، والجامعات".

Graffiti in Kairo
صورة من: DW/R. Mokbel

وفي نظرة مغايرة، يرى الدكتور حازم حسني، أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، أن شعبية السيسي تأثرت بشكل كبير جراء براءة مبارك، خاصة بين القوى المتحالفة في 30 يونيو. ويبرهن على ذلك من خلال تراجع الأصوات المؤيدة للسيسي وهي الأصوات النشطة إعلاميا. وحول هذه الشعبية، يوضح حازم حسني بأن السيسي استمدها من خطته بـ"إنقاذ" مصر من الإخوان المسلمين والحفاظ على ثورة 25 يناير، لكن، اتضح فيما بعد أنه فشل في التوصل إلى حل مع الإخوان تماما كما حدث مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وذلك حسب حسني الذي اعتبر أيضا أن الرئيس الحالي يسير عكس توجهات الشارع المصري الذي طالب بالحرية والكرامة الإنسانية، وبالتالي فإن "شعبيته تتآكل"، مشدد أن متلازمة الأخوان ومبارك مازالت سائدة ولم تتغير أي ما زال الاختيار منحصرا بين مبارك أو الإخوان، مع وجود حالة "استفاقة" لرموز نظام مبارك، لكنها لا ترقى إلى مستوى العودة إلى المشهد السياسي، حسب الخبير.

ويؤكد حسني أن هناك عوامل أخرى ستؤثر على شعبية السيسي مستقبلاً وأهمها إدارة الأزمات الاقتصادية، فبعد "فترة السماح التي أعطاها الشعب للسيسي، سيسأله المصريون ماذا فعلت لنا؟".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد