دعم غير مسبوق لرئيس الوزراء العراقي المكلف

رحب المجتمع الدولي بتكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة في العراق تخلف حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها، وذلك على أمل خروجه سريعا من الأزمات خصوصا في مواجهة الهجمات التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي بات يسيطر على مساحات واسعة في البلاد. وبعد واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رحبت السعودية وإيران والجامعة العربية بتعيين حيدر العبادي رئيسا للوزراء.

وبات المالكي، الذي أمر اليوم الثلاثاء (12 آب/ أغسطس 2014) القوات الأمنية بعدم التدخل في "الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد إثر تكليف العبادي"، أكثر عزلة من أي وقت مضى بعدما تخلى عنه غالبية حلفائه وبعض ائتلافه السياسي. دعوة المالكي هذه لقيت صدى عند الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي قال في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه "من الضروري أن تمتنع قوات الآمن عن التدخل في العملية السياسية".

حكومة وحدة وطنية

وأمام العبادي، الذي كلفه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم رسميا الإثنين، ثلاثون يوما لتشكيل حكومة للبلاد التي تمزقها توترات طائفية حادة. وفي هذا الإطار رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن على حكومة العبادي أن تكون قادرة على "تمثيل المصالح المشروعة لجميع العراقيين (...) وتوحيد البلاد لمحاربة (تنظيم) الدولة الإسلامية". كما حث وزير خارجيته جون كيري العبادي على تشكيل حكومة وحدة وطنية "بأسرع وقت ممكن" مؤكدا استعداد بلاده "لدعم حكومة عراقية جديدة تجمع كل الأطراف وخصوصا في قتالها مسلحي (تنظيم) الدولة الإسلامية".

من جهة أخرى، واصلت الولايات المتحدة التي سحبت آخر جنودها من العراق نهاية عام 2011، توجيه ضربات جوية ضد أوكار وتجمعات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال البلاد. وجاء في بيان للقيادة العسكرية الأميركية التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى "دمرت طائرة من دون طيار أميركية الثلاثاء مدفع هاون يستخدمه الجهاديون السنة ضد القوات الكردية".

بريطانيا تنقل معدات عسكرية للبيشمركة

إلى ذلك أعلنت بريطانيا الثلاثاء أنها ستنقل معدات عسكرية من دول أخرى إلى القوات الكردية التي تقاتل الإسلاميين المتطرفين في شمال العراق، كما سترسل طوافات لدعم مهمة تقديم المساعدات الإنسانية. وقالت الحكومة البريطانية إنها سترسل طائرات هليكوبتر من طراز تشينوك لمساعدة اللاجئين المحاصرين في شمال العراق وخاصة في جبل سنجار.

وقال متحدث من مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد اجتماع للجنة الطوارئ التابعة للحكومة "في إطار جهودنا لتخفيف المعاناة الإنسانية في العراق فإننا سنرسل عددا صغيرا من طائرات الهليكوبتر تشينوك إلى المنطقة لاستخدامها إذا قررنا أننا نحتاج إلى مزيد من خيارات الإغاثة الإنسانية." وقال المتحدث أيضا إن بريطانيا وافقت على نقل إمدادات عسكرية حيوية تقدمها دول مساهمة أخرى للقوات الكردية حتى تتمكن من حماية اللاجئين في كردستان العراق من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".

أ.ح/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)