1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محاولة ألمانية لفهم الثقافة العربية من خلال كتاب عن المسرح العربي

مروة مهدي٧ يونيو ٢٠٠٧

صدر للباحثة الألمانية فردريكا بانافيك مؤخرا كتاب حول الظواهر المسرحية العربية، وقد رصدت من خلاله طبيعة فن المسرح في الوطن العربي، باعتباره عنصرا هاما لفهم الثقافة العربية.

https://p.dw.com/p/AoVk
مشهد من مسرحية لبرتلوت بريشت، أحد أهم روافد المسرح العربيصورة من: AP

ترى الباحثة أن أصول الفن المسرحي تعود إلى الحضارة الفرعونية، لأن الطقوس الدينية الاحتفالية الفرعونية تحمل في طياتها عناصر الفرجة المسرحية، والتي من المحتمل أن تكون هي العناصر نفسها التي انتقلت إلى الحضارة اليونانية بعد ذلك، و التي أفرزت فن المسرح بشكله الغربي. هذا الشكل الغربي للمسرح الذي تم تصديره بعد ذلك إلى العالم العربي في العصور الحديثة عن طريق الترجمة والنقل، على يد مارون النقاش و يعقوب صنوع و غيرهم ممن درسوا الفن في أوربا.

أصول وأشكال المسرح العربي

ورصدت الباحثة عددا من الأشكال الدرامية و المسرحية العربية الأصل، و التي ترى أنها نوع خاص من المسرحانية، وركزت على رصد أنواع فنون الفرجة مثل الحكواتي و خيال الظل، إلى جانب الأشكال الأدبية المكتوبة التي تحمل في طياتها صورة حوارية مثل فن المقامة العربي. إلا أنها لم تهتم بتحليل التقنيات المسرحية التي تميز هذه الأشكال المسرحية العربية عن المسرح الغربي السائد.

المسرح كمرآة للثقافة العربية

فن المسرح ـ كغيره من الفنون ـ هو مرآة للمجتمع، و هذا ما حاولت الباحثة تحليله، من خلال رصدها لطبيعة الفن المسرحي داخل الثقافة العربية، و طبيعة استقباله داخل المجتمعات العربية، وكيفية تعبير المسرح الحالي عن ذاكرة المجتمع ووعيه الجمعي. وخلصت إلى رصد ملامح الخصوصية في الثقافة العربية، و ركزت على علاقة فن المسرح بالدين، سواء في الطقوس البدائية للدينات القديمة أو في علاقة الإسلام بالفن المسرحي ، باعتبار الإسلام السمة الرئيسية للثقافة العربية.

الهوية المسرحية العربية و شكل المسرح الغربي

كما رصدت الباحثة محاولات المسرحيين العرب التوفيق بين الشكل المسرحي الغربي المستورد من الغرب، و بين أشكال الفرجة و المسرحية المعبرة عن هوية الثقافة العربية، سواء على مستوى النظرية أو التطبيق، مثلما نرى في مسرح سعدالله ونوس و مسرح يوسف إدريس.

ويعتبر موضوع الكتاب جديدا على مجالات البحث في الجامعات الألمانية، و يهدف البحث في الأساس إلى فهم الثقافة العربية عن طريق فهم تطور الفن المسرحي في الوطن العربي ، و لكن الباحثة قد خلطت أثناء رحلتها البحثية بين بين أشكال الفرجة العربية و بين الأشكال الأدبية المكتوبة ، إلأ أن نتائج البحث تفتح أفاقا واسعة للتواجد الثقافي العربي داخل الثقافة الغربية.