1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محصلة زيارة ميركل لوشنطن: صفحة جديدة في العلاقات الألمانية ـ الأمريكية؟

دويتشه فيله / وكالات ١٤ يناير ٢٠٠٦

يبدو أن الزيارة الأولي للمستشارة الألمانية ميركل للعاصمة الأمريكية ساهمت في تطبيع نسبي للعلاقات الثنائية بين الحليفين الأطلسيين وسط تأكيد مشترك على ضرورة حل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية.

https://p.dw.com/p/7mtj
إعادة الدفء إلى العلاقات بين ضفتي الأطلسيصورة من: AP

وعد الرئيس جورج بوش والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال لقائهما الأول منذ تولي ميركل السلطة في نهاية 2005 في البيت الأبيض بفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا التي شهدت تصدعاً لم يسبق له مثيل في السنوات الماضية. ووصل هذا التصدع في العلاقات الخاصة بين البلدين إلى ذروته مع وقوف المستشار غيرهارد شرودر سلف ميركل إلى جانب منتقدي الحرب على العراق محاولا مع باريس وموسكو التصدي للموقف الاميركي بهذا الشأن. ووفقاً لانطباعات المراقبين بذل الجانبان كل ما في وسعهما من أجل تجاوز هذه الأزمة في العلاقات الثنائية بين الحليفين الأطلسيين. وفي معرض تأكيده على الأجواء الطيبة التي رافقت زيارة ميركل قال الرئيس الاميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض: "انطباعاتي الأولى خلال هذه الدقائق الـ 45 وحدي معها في المكتب البيضاوي كانت ايجابية جدا. فهي تتمتع بالذكاء والكفاية العالية".

ومن جانبه صرح المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن هذا اللقاء الأول يتيح "فرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات بيننا وتعزيز العلاقات بين ضفتي الأطلسي"، واصفا ألمانيا بأنها "حليف يلقى تقديرا". وردا على سؤال عن دعوة وجهتها ميركل من اجل إغلاق معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا، أكد ماكليلان أن الرئيس "منفتح للحوار".

بوش أمام ميركل: "حل المسالة الإيرانية بالطرق الدبلوماسية"

Angela Merkel in Washington USA George Bush
بوش وميركل خلال مؤتمرهما الصحفي المشتركصورة من: AP

وفيما يتعلق بالتصعيد الجديد في أزمة الملف النووي الإيراني أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في أول مؤتمر صحافي يعقده مع المستشارة الألمانية الجديدة انجيلا ميركل انه يريد تسوية الأزمة بشأن الملف النووي الإيراني "بالطرق الدبلوماسية". وقال بوش للصحافيين في البيت الأبيض: "بحثنا المسألة الإيرانية ورغبتنا في تسوية هذه القضية بالطرق الدبلوماسية من خلال العمل معا". كما أضاف في السياق نفسه: "أمامنا عمل هائل علينا القيام به بشأن مسائل أساسية مثل إيران". كما رأى بوش انه "من المنطقي إحالة بلد رفض الدبلوماسية والمعاهدات إلى مجلس الأمن الدولي"، مشددا إلى "إيران إذا توصلت إلى امتلاك السلاح النووي فسوف تشكل خطرا كبيرا على امن العالم ويجب على دول مثل دولنا ان تعمل معا وتوجه رسالة مشتركة إلى الإيرانيين".

ميركل: "إيران لا تخيف الأسرة الدولية"

Merkel und Bush im Weißen Haus
بوش وميركل في المكتب البيضاويصورة من: dpa - Bildfunk

ومن جهتها أعلنت ميركل أن إيران لا تخيف الأسرة الدولية. وقالت إن إيران "لن تخيفنا بالتأكيد"، منددة مجددا بتصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة المنكرة لحقيقة الهولوكوست التاريخية والداعية إلى "محو إسرائيل عن الخارطة". كما ذكر بوش خلال المؤتمر الصحفي مع ميركل "بان الرئيس الإيراني الحالي (محمود احمدي نجاد) أعلن أن تدمير إسرائيل نقطة مهمة في برنامجه وهذا غير مقبول". وفي معرض توضيحه للإستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع وصول المفوضات مع إيران إلى طريق مسدود قال بوش: "ما نقوم به الآن هو الشروع في وضع استراتيجية لما يحصل في مجلس الأمن وهذا ما يفعله الأصدقاء. نتشاور، نتباحث ونضع استراتيجية لكيفية تحقيق هدف مهم وهو منع إيران من امتلاك سلاح نووي". وعن احتمال فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، دعا بوش الى عدم "استباق" القرار الذي يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن في حال رفع الملف النووي الإيراني إليه.

التهديد الإيراني: القاسم المشترك الوحيد

09.12.2005 journal tt d voigt
منسق العلاقات الألمانية الأمريكية في وزارة الخارجية الالمانية كارستين فوجتصورة من: DW-TV

تعارض غالبية الألمان إجراء عسكريا بسبب طموحات إيران النووية، لكنها لا تتسائل عن الحكمة في تحدي القيادة الايرانية للمجتمع الدولي التي ينظر اليها على نحو متزايد على أنها تهديد حقيقي للسلام العالمي. وفي محاولته توضيح التحول في نظرة الرأي العام الألماني مانفريد جويلنر من مركز فورسا لاستطلاعات الرأي: "يتزايد تأييد الالمان للضغط على ايران على الصعيد الدبلوماسي لكنهم لا يزالون حذرين إزاء تجاوز ذلك الحد". كما أن هذا التحول بشكل جزئي يشكل انعكاسا لتغير الحكومة في برلين في نوفمبر / تشرين الثاني الذي ابعد ائتلافا معارضا للصراع وجاء بقادة اكثر ميلا للتحدث دون مواربة عن مخاطر البرنامج النووي الإيراني. لكن مسئولين حكوميين يقولون ان الاكثر اهمية في هذا التغيير هو تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في الشهور الأخيرة التي دعا فيها الى "محو إسرائيل من الخارطة" وصفا المحرقة بانها "أسطورة".

ومن جانبه يعلق منسق العلاقات الألمانية الأمريكية في وزارة الخارجية الالمانية كارستين فويجت على التحول الجديد في رؤية الرأي العام الألماني تجاه طوحات إيران النووية قائلاً: "بالنسبة للكثير من الألمان تجاوز الرئيس الإيراني خطا أحمر بتصريحاته بشأن إسرائيل." كما أضف السياسي المختص بالعلاقات الأوروبية الأمريكية: "أي خلافات ربما كانت موجودة بين ألمانيا والولايات المتحدة بشأن ايران تبددت تماما". لكن محللين يقولون أن هناك أيضا إحساسا في ألمانيا وأجزاء أخرى من أوروبا بان الغرب استنفد الخيارات الدبلوماسية مع إيران قبل قرار الإحالة الى الامم المتحدة. وحول هذا التطور أشارت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الى ان قرار واشنطن قبل عام تقريبا بتأييد جهود الاتحاد الأوروبي في التفاوض مع ايران وتزايد الانتقادات الروسية لطهران يعززان وجهة النظر تلك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد